Al Imam Ibnul Qoyyim berkata: “Maka sesungguhnya hamba itu jika memurnikan niatnya untuk Alloh ta’ala, dan maksud dia, keinginan dia dan amalan dia itu adalah untuk wajah Alloh Yang Mahasuci, maka Alloh itu bersama dia, karena sesungguhnya Yang Mahasuci itu beserta orang-orang yang bertaqwa dan orang-orang yang berbuat kebaikan. Dan kepala taqwa dan kebaikan adalah murninya niat untuk Alloh dalam penegakan kebenaran. Dan Alloh Yang Mahasuci itu tiada yang bisa mengalahkan-Nya. Maka barangsiapa Allo bersamanya, maka siapakah yang bisa mengalahkannya atau menimpakan kejelekan padanya? Jika Alloh bersama sang hamba, maka kepada siapakah dia takut? Jika Alloh tidak bersamanya, maka siapakah yang diharapkannya? Dan kepada siapa dia percaya? Dan siapakah yang menolongnya setelah Alloh meninggalkannya? Maka jika sang hamba menegakkan kebenaran terhadap orang lain, dan terhadap dirinya sendiri lebih dulu, dan dia menegakkannya itu adalah dengan menyandarkan pertolongan pada Alloh dan karena Alloh, maka tiada sesuatupun yang bisa menghadapinya. Seandainya langit dan bumi serta gunung-gunung itu membikin tipu daya untuknya, pastilah Alloh akan mencukupi kebutuhannya dan menjadikan untuknya jalan keluar dari masalahnya.” (“I’lamul Muwaqqi’in”/ hal. 412/cet. Darul Kitabil ‘Arobiy).

التراجم الأندونيسية

التراجم الأندونيسية
ü         أندونيسيا بلدي وأرضي.
ü         قصة إمام بُنْجُوْل.
ü         النصح الأمين من ترجمة أبي العباس حرمين.
ü         دعوة أهل السنة والجماعة في أندونيسيا.


أندونيسيا بلدي وأرضي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَحْمَدُهُ، وَأَسْتَعِينُهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فمِن باب قول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى: 11]، ففي هذا البحث إن شاء الله سنتحدث عن نعم الله تعالى التي قد وجدناها في بلادنا أندونيسيا.
فأندونيسيا دولة إسلامية تقع في جنوب شرقي آسيا. وتتألف من أكثر من 17.500 جزيرة. وتقع هذه الجزر على خط الاستواء، وتمتد أكثر من 5.150 كم. لا تتجاوز مساحة الكثير من هذه الجزر بضعة كيلو مترات مربعة.
يقسّم الكثير من الجغرافيين الجزر الأندونيسية التي يتجاوز عددها 17.500 جزيرة إلى مجموعتين:
1.      الجزر الكبرى وهي: جزيرة إيريان جَايَا، وجزيرة سولاويسي، وجزيرة كاليمنتان، وجزيرة جاوى، وجزيرة سومطرى.  
2.      الجزر الصغرى، وهي جزر ملوك المعروف بألف جزيرة، وجزر نوسى تنغارى شرقي وغربي، وجزيرة مادورى وغيرها من الجزر الكثيرة.
الأديان في أندونيسيا
يدين معظم سكان أندونيسيا بالإسلام، كما يدين قليل منهم بالنصرانية، والبوذية، والهندوسية، وكانت في أندونيسيا خمسة أديان، فلما صار عبد الرحمن واحد الزنديق المشهور بِغُسدور رئيسًا بِجمهورية أندونيسيا زاد الأديان إلى أكثر من خمسة أديان، فهذا الرجل كان صوفيًّا، ثم أصبح زنديقًا كافرًا مشركًا، وهو من عُباد القبور والصليب والجن، وذهب إلى الكنيسة مع نساء نصرانية ثم عبدوا الصليب معًا، وذهب إلى طرف البحر مع أتباعه ثم عبدوا الجن. فلا شك ولا ريب أنهم مشركون، قال الله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا [الفرقان : 55].
وقال تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس : 18].   

أنْدُونِيْسِيَا بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ
أندونيسيا غنية بتنوع مصادرها الطبيعية، فالكثير من أراضيها خصبة جدا لاحتوائها على الرماد البركاني، كما ساعدت الأمطار الوفيرة والمناخ المداري المزارعين على زراعة أنواع كثيرة من المحاصيل.
وتعدّ الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي في أندونيسيا، ويعمل بها أكثر من نصف سكان أندونيسيا. وتشمل المزارع الأندونيسية المزارع الكبيرة والتي تنتج البن، وزيت النخيل، وقُرُنْفل (سِنْكِي)، وَسَاغُو، الزنجبيل، والمطاط، وقصب السكر، والشاي، وكُوفِي، وسُكْلاَت، وفَالاَ، القرفة، وغيرها.
ويزرع الأرز وهو المحصول الغذائي الرئيسي في مزارع صغيرة، المزارع الصغيرة والتي تنتج الموز، وسِنْكُنْغ (الكَسْبِي)، وأبو الشوكة (دُوْرِيَان)، والمينهوت (الكاسافا)، الجوافة، ومنجو، الرمان، التفاح، الثوم، البصل، التمر هندي، الذرة، الشطة، أَفوقَات، وبرتقال، والليمون، وجوز الهند، والذرة، والفول السوداني، والتوابل، والبطاطا الحلوة، ويعدّ المطاط المحصول النقدي الرئيسي، وهو رأس الصادرات الزراعية، كما يربي بعض المزارعين الجاموس المائي والأبقار والماعز والطيور وغيرها.
وهذه كلها نعمة من الله، وهي من آيات الله، قال الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ . وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ . وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ . ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: 65-69].
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ . وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ [فاطر: 27 ، 28].
فالواجب علينا أن نشكر الله بتلك النعم، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة: 172].
وقال تعالى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [النحل : 114].
ومن كفر بتلك النعم وأعرض عن رب العالمين، فإنه يهلك، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ . فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ . ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ [سبأ: 15-17].   

ولايات أندونيسيا
في معظم تاريخها، تألفت المنطقة المعروفة الآن بأندونيسيا من عدة ولايات بعضها كبير، وبعضها صغير. وقد عرفت المنطقة سابقا باسم جزر الهند الشرقية، وكان يطلق على الجزء المعروف الآن باسم أندونيسيا جزر الهند الهولندية.
وقد استعملت تسمية أندونيسيا لأول مرة عام 1850 م. ولم تتشكل الأمة الأندونيسية الحديثة حتى الأربعينيات من القرن العشرين، حيث أخذ سكانها بعد ذلك يسمون أنفسهم الأندونيسيين.
وجد المؤرخون مؤشرات على النفوذ الهندي تعود إلى القرن الخامس الميلادي في أندونيسيا، مع أن النفوذ الهندي ربما يكون قد تطور في أندونيسيا قبل ذلك بمئات السنين. ولم يؤسس الهنود مستعمرات لهم في أندونيسيا، لكن بعض مظاهر الحضارة الهندية دخلت أندونيسيا عن طريق التجارة.
تنافست الممالك التي نمت في جاوى وسومطرى تحت النفوذ الهندي لنحو 1.000 سنة؛ فخلال القرن الثامن الميلادي تأسست مملكة هندوسية تدعى ماتارام في وسط جاوى وكان يحكمها حاكم يدعى سانجايا. وفي الوقت نفسه كانت في المنطقة أسرة بوذية تدعى شيلندرى (سادة الجبال). وفي نحو عام 850 م. توحدت السلالتان بالزواج.
دب النزاع بين الممالك البحرية والممالك البرية كالنزاع الذي وقع بين مملكتي سريفيجايا وماتارام. وأخذت هذه الدول القوية الجديدة الكثير من الأفكار الهندية فيما يتعلق بتنظيم الحكم واللغة، كما أظهرت القرى بعض التأثر بالهنود إذ كانت الأساطير الهندية تتلى في الوايانج، أي مسرح الدمى المتحركة والتي كانت تعرض في القرى.

دخول الإسلام إلى أندونيسيا
جاء الإسلام إلى أندونيسيا مع التجار المسلمين من الهند والجزيرة العربية. وقد انتشر الإسلام تدريجيا بين الأندونيسيين؛ إذ بدأ يمد جذوره في أندونيسيا قبل انتهاء فترة النفوذ الهندي بوقت طويل. وفي العقد الأخير من القرن الثالث عشر الميلادي اعتنق أحد الحكام الأندونيسيين المحليين في شمالي سومطرى، ويدعى الملك الذي كان حاكما لباساي وأتباعه الإسلام. وزار الرحالة ابن بطوطة باساي عام 1345 م. فوجد سلطانها كريما، مولعا بالحوار الديني، متواضعا يذهب للمسجد أيام الجمعة. وقام هذا السلطان بإرسال البعثات الدينية لتدعو الناس حول باساي إلى الإسلام.
وكان الإسلام أكثر نجاحا من النصرانية في جزر الهند الشرقية؛ فقد انتشر الدين الإسلامي غالبا بوساطة لغة الملايو، التي كانت تكتب بحروف عربية، والتي أدخلها المسلمون إلى منطقة أندونيسيا.
وانتشرت لغة الملايو لتصبح لغة أندونيسيا الحديثة، وأما اللغة في أندونيسيا فكثيرة جدًا، ما نجد في كل جزيرة إلا لها لغة مختلفة، وهذه آية من آيات الله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [الروم: 22].
وانتشر الإسلام تدريجيا عبر الجزر الأندونيسية، ولا يزال انتشاره مستمرا، وبذلك تبلغ نسبة المسلمين في أندونيسيا في الوقت الحاضر 85 % من مجموع السكان، أما عددهم فيفوق نظيره في أية دولة إسلامية أخرى.

دخول الأوروبيين إلى أندونيسيا
وصل أول التجار الأوروبيين إلى جزر الهند الشرقية في مطلع القرن السادس عشر الميلادي. ولم يزرها من الأوروبيين قبل ذلك التاريخ سوى بعض الرحالة، فقد زارها ماركو بولو عام 1292 م. وكان البرتغاليون أوائل الأوروبيين الذين أسسوا أول اتصال مستمر ومباشر مع أندونيسيا. ففي عام 1497 م.
سيطر المسلمون على معظم هذه التجارة، وكان البرتغاليون باستمرار في حرب معهم؛ لأنهم كانوا يرون في الإسلام عدوا للنصرانية، وصدق ربنا عز وجل في قوله: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة: 120].
وقد وقع الحرب في جزر الملوك أندونيسيا بين أهل جزر الملوك وبين الأوروبيين. وأصل أهل جزر الملوك من التجار المسلمين من الجزيرة العربية، وبعضهم أهل البيت، وبعضهم بنو تميم، وبعضهم حضرميون. وسمي الملوك ملوكا لأن أصلها مملكة إسلامية. ثم جاء الأوروبيون وفعلوا ما فعلوا، وقتلوا المسلمين.   
واستمر النفوذ البرتغالي في أندونيسيا حتى مطلع القرن السابع عشر الميلادي، ولكن فقدت البرتغال في وقت وجيز كافة مستعمراتها هناك ولم يتبق لها سوى تيمور التي احتفظت بها حتى عام 1975 م.
احتل اليابانيون أندونيسيا في مارس 1942 م. وأعطت سلطات الاحتلال الياباني للأندونيسيين أعمالا مهمة، كان قد استثناهم منها الهولنديون. كما أعطى اليابانيون بعض الاعتراف بالقادة الوطنيين ليجعلوا حكمهم أكثر تقبلا. وفي 14 أغسطس 1945 م. استسلم اليابانيون للحلفاء. وفي 17 أغسطس من نفس العام أعلن سوكارنو ومحمد حاتا جمهورية أندونيسيا المستقلة، ولكن الهولنديين لم يعترفوا بهذا الإعلان.
وصلت القوات البريطانية إلى أندونيسيا بعد استسلام اليابان ووجدوا أن الوطنيين الأندونيسيين قد شكلوا حكومتهم. وعندما رجع الهولنديون وجدوا أن الحكومة الوطنية قد توطدت. وقد غادرت القوات البريطانية بنهاية عام 1946 م. تاركين الأندونيسيين والهولنديين في صراع من أجل السيطرة.
وفي عام 1946 م. توصل الأندونيسيون والهولنديون إلى اتفاقية، وعد الهولنديون بموجبها باستقلال محدود للأندونيسيين ضمن الاتحاد الهولندي. وفي ديسمبر 1949م ولدت جمهورية أندونيسيا الفيدرالية، وكان رئيسها الأول سوكارنو ورئيس وزرائها محمد حاتا.
أصبحت أندونيسيا عضوا في الأمم المتحدة في 28 سبتمبر 1950 م. وبذلك حصلت على اعتراف دولي بها. وفي البداية عملت الحكومة تحت دستور اتحادي، لأن الاتحاد الفيدرالي في نظر الهولنديين هو الوسيلة الوحيدة لضمان وزن متساو للجزر ذات الحجم السكاني الصغير مع الجزر الكثيفة السكان مثل جاوى التي يعيش فيها ثلثا سكان أندونيسيا. وقام حكام أندونيسيا بتغيير الدستور. وفي أغسطس 1950 م. أصبحت أندونيسيا، تعرف باسم الولايات الاتحادية لجمهورية أندونيسيا.

دخول دعوة أهل السنة والجماعة إلى أندونيسيا
وفي سنة 1770 م. جاءت دعوة أهل السنة والجماعة إلى أندونيسيا مع الطلاب الأندونيسيين من تلاميذ الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله، وقيل أن من طلابه أبو شريف بيان الدين البنجولي الأندونيسي، وهو من القائمين بدعوة أهل السنة والجماعة بِبُنْجول سومطرى، وخليفته ابنه يسمى بشريفٍ المشهور بِإمام بنجول رحمهما الله. انظر رسالة "قصة إمام بنجول".
وفي سنة 2000 م. انتشرت دعوة أهل السنة والجماعة في سائر أندونيسيا بسبب الطلاب الأندونيسيين من تلاميذ الإمام مقبل بن هادي الوادعي وطلاب خليفته الشيخ الناصح الأمين يحيى الحجوري عفا الله عنهما، وهم أكثر دعاة أهل السنة والجماعة في أندونيسيا، ثم سقط بعضهم في طريق، وانتقلوا من منهج أهل السنة والجماعة إلى منهج الجهادية والجمعية والحزبية: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [الصف: 5]. 
كتبه أبو أحمد محمد بن سليم اللمبوري الأندونيسي عفا الله عنه




قصة إمام بُنْجُوْل



تأليف:
أَبِي أَحْمَدَ مُحَمَّدِ بْنِ سَلِيْم اللِّمْبُوْرِيُّ
غفر الله لَهُ ولوالديه وللمؤمنِين



                         قصة إمام بنجول رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
وقد اشتهر إمام بنجول في أندونيسيا وفي بعض الدول، وأن اسمه شريف بن بيان الدين البنجولي الأندونيسي رحمهما الله، ولد سنة 1772 م في مدينة بنجول سومطرى أندونيسيا.
وتعلم على أبيه وبعض العلماء من طلاب شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله- في مدينة بنجول.
ومدينة بنجول هي مدينة معلومة في جزيرة سومطرى أندونيسيا.

لماذا سمي بإمام بنجول؟
ولقبه إمام بنجول لأنه قام بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله في مدينة بنجول.
وقال صاحب كتاب "دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية" (ص: 418): "إن هذا من بركة دعوة الإمام المجدد والأمير المسدد (يعني الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي)، اللذين أخلصا لله عز وجل، وزهدا في الحياة، فصنع الله تعالى بهما ذلك كله، وبارك الله بتلك الجهود الخيرة، فظهر شباب ناشؤون في طاعة الله تعالى، مجاهدون في سبيله تركوا هواهم لطاعة ربهم، وشهواتهم لمرضاته، يؤمون المساجد ولا تردهم مشاغل الحياة عن طلب العلم ودعوة الناس إلى الخير، حتى انتشرت الدعوة الإسلامية الصحيحية في كل مكان، وصار لها دعاة موحدون مخلصون متحمسون، وإن النهار لهم، فلقد أذن مؤذن الصحوة الإسلامية متأثراً بدعوة الإمام، وامتد تأثيرها إلى جميع الأمصار، وقامت على أساس مبادئها حركات دينية إصلاحية لا حصر لها، ووجهوا ولاءهم الديني والسياسي شطر أمير الدرعية عبد العزيز بن محمد بن سعود، كما يقول عثمان بن بشر عن ولاء أهل الشام للدعوة الإسلامية: "ظهر مع عمال من حلب الشام قاصدين الدرعية، وهم ست نجائب محملات زكوات بوادي أهل الشام".
وزاد الله عز وجل الدعوة نفوذاً وقوة وانتشاراً حتى وصلت إلى "أندونيسيا" شرقاً، وقد نقلها الحجاج الذين تلقوا العلم في المسجد الحرام، وتأثروا تأثراً عميقاً بالدعوة الإسلامية الصحيحة، فلما عادوا إلى بلادهم أخذوا يعلمون الناس التعاليم الإسلامية الصحيحة من الكتاب والسنة، وتخليص الإسلام مما خالطه من الشوائب، وكان له أياد بيضاء في مكافحة الاستعمار، وظهور ثمارها في البلاد العربية والإسلامية منه".
ومن هؤلاء الحجاج الذين تلقوا العلم في المسجد الحرام مشايخ إمام بنجول رحمهم الله.


الدعوة إلى الله وظيفة أهل العلم
فالدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، وهم خلفاء الرسل في أممهم، والناس تبع لهم، والله سبحانه وتعالى قد أمر هؤلاء الدعاة أن يدعوا إلى سبيله، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108].
وقال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104].
وقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110].
وعن عبد اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» (رواه البخاري وأحمد).
وبسبب هذا الأمر العظيم فاشتغل إمام بنجول رحمه الله بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله وتوجيه الناس إلى الخير والمحب في الله، واشتهر أمره في مدينة بنجول حتى يفد إليه الناس من القرى المجاورة.
وقال صاحب كتاب "عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي" (1/49): "وفي أندونيسيا لم يؤلف المنتسبون إلى الإسلام دولة قوية تلم شملهم ولكن كوّنوا ممالك صغيرة سادتها الخلافات الداخلية وانتشرت فيها البدع ومخلفات جاهلية الهنود والصين والخرافات القديمة، وتغلبت على مقدراتهم الشركة الهولندية".
وكان أهل بنجول قبل دعوة إمام بنجول رحمه الله على حالة لا يرضاها مؤمن، وكان الشرك والبدع والمعاصي قد نشأت في بنجول وانتشرت حتى عبد من دون الله أناس يدعون بالولاية، وبعضهم يشربون الخمر ويفعلون الفواحش.
وقد اشتهرت في بنجول أيضًا السحر والكهنة، فلما رأى إمام بنجول هذه المنكرات استمر رحمه الله في الدعوة إلى الله وبالتعليم والإرشاد، ثم الذين يفعلون تلك المنكرات غضبوا عن دعوته رحمه الله، حتى وقع الحرب بينهم وبين أهل التوحيد أصحاب إمام بنجول رحمه الله، وهم يسمون أنفسهم بقوم العادة وأهل التوحيد بقوم الفَدْرِ (وعند أهل بُنجول: الفَدْر معناه طلبة العلم)، فهذا الحرب يسمى بـ(غزوة فَدْرِ).
فبسسب ذلك الحرب قتل كثير من قوم العادة، ومَن بقي منهم ذهبوا إلى الكفار من هُوْلَنْدا وطلبوا منهم العساكر والأسلحة فأجابوا طلبهم، حتى اجتمع قوم العادة والكفار من هُوْلَنْدا في حرب أهل التوحيد، واستمر الحرب من سنة 1821 م إلى 1837 م.
وقد بين الله تعالى عن أحوال الكفار والمشركين كما في القرآن الكريم: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ [الأنعام: 112].
وقال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 120].
وفي آخر سنة 1837 م اجتمع الكفار من هُوْلَنْدَا والمشركون من قوم العادة في آخر مرة، وضربوا مدينة بُنجول، وقتلوا كثيرا من أهل المدينة، وأخذوا الأموال والأبناء والبنات والنساء، وعذبوا وسجنوا إمام بُنجول رحمه الله من سنة 1837 م إلى أن توفي إمام بنجول رحمه الله في سنة 1864 م.، ومن هنا انقطعت دعوة التوحيد في مدينة بنجول خاصة وأندونيسيا عامة.
فهذه القصة تعتبر درسا لأهل التوحيد، إذا وقع الحرب فلا بد بعضهم أن يذهبوا إلى الجهاد في سبيل الله والآخرون أن يذهبوا إلى مراكز العلماء لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122].    
ونسأل الله تعالى أن يصلح البقية الباقية من آل إمام بنجول -رحمه الله- ومن المسلمين جميعا في مدينة بنجول وغيرها وأن يوفقهم جميعا لما يرضيه وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم.




النصح الأمين
من ترجمة أبي العباس حرمين


تأليف:
أبي أحمد محمد بن سليم اللمبوري
غفر الله له ولوالديه ولإخوانه


ترجمة
أبي العباس حرمين بن سليم اللمبوري السيرامي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، أحمده، وأستعينه، وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 277].
وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ [آل عمران: 57].
وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ [النساء: 173].
وقال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ [المائدة: 9].
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ . دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس: 9، 10].
وكثير من الآيات تدل على منزلة الصالحين، وأن منزلتهم رفيعة، قال الله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة: 11].
وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ [العنكبوت: 9].
ألا وإن من الذين آمنوا وعملوا الصالِحَات في هذا الزمن الذين أعطاهم الله خيرًا ونفع الله بهم، أبو العباس حرمين بن سليم اللمبوري السيرامي الأندونيسي رحمه الله.

مولده
ولد في لِمْبُوْرُو، بتاريخ 1/3/1979 م.
رُزق ببنت وسماها باسم جدته خديجة رحمها الله، متأسيا باسم زوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وكان عمر ابنته عند أن توفي سَنتَين.
ورزق أيضًا بابن وسُمي بِخزيمة، وكان عمر ابنه عند أن توفي سنة.
وكان رحمه الله يحث المسلمين في "نصيحته" أن يسموا أبنائهم بأسماء الصحابة، وهذا يدل على أنه يحب الصحابة رضي الله عنهم، نسأل الله أن يجعلنا وإياه معهم رضي الله عنهم، وفي "الصحيحين" عن جَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ».

رحلته لطالب العلم
رحل أبو العباس حرمين رحمه الله بنية طلب العلم إلى جزيرة أمبون في سنة 1996 م، والدراسة في الجامعة الإسلامية بمدينة أمبون، فلما انتهى من الدراسة فيها في سنة 1999 م، توجه إلى حلقات العلم الشرعي في المساجد ولا سيما حلقة بعض طلاب الشيخ مقبل رحمه الله، وحلقة بعض طلاب شيخنا يحيى بن علي الحجوري، وغيرهم من الدعاة إلى الله.
وفي سنة 2003 م توجه إلى جزيرة جاوى ومكث فيها سنة يطلب العلم الشرعي، فكان يحضر حلقات العلم الشرعي في المعهد.

حرصه في الخير
وكان رحمه الله حريصًا على وقته وعمره، وعلى نفع نفسه وإخوانه المسلمين.
وكان رحمه الله يحث إخوانه على طلب العلم الشرعي، وقد أرسل رحمه الله إخوانه وأصحابه من أهل لمبورو لطلب العلم الشرعي في المعاهد في جزيرة جاوى وسولاويسي.
فلما انتهيتُ الدراسة في الجامعة حثني أن أطلب العلم الشرعي، وأرسلني إلى معاهد أهل السنة في جاوى، وبعد سنة أرسلني إلى دار الحديث بدماج، وأوصاني أن لا أرجع إلى أندونيسيا إلا بعد عشر سنين أو حتى أتمكن في العلم، الله المستعان. 
وكان رحمه الله ينصحني بصلاة الليل، وقال رحمه الله: "أوصيك، لا تدع صلاة الليل ولو ركعتين مع صلاة الوتر".

سيراته وأخلاقه
كان رحمه الله على خلق حسن، عرف هذا كل من جالسه وعاشره وجاوره، متأسيا بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21].
وقال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4].
فقد كان رحمه الله له الأثر البليغ بين إخوانه ومحبيه من اللمبوريين، والأمبونيين، والجاويين بدعوته الطيبة، ونصحه للجميع، وبخاصة الإخوة اللمبوريين.
وكان له المنزلة العظيمة في قلوبهم، وكان جلهم يحترمونه ويجلونه ويحبونه، وكان له بمنزلة الأخ الأكبر فمن كان منهم يحتاج إلى شفاعة وشفع له في حاجته، وإذا رأى أحدا يحتاج إلى نصح نصحه، فمن كان منهم مريضا عاده، وفي "صحيح مسلم" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ» قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ».

تحذيره عن الشر وأهله
وكان رحمه الله معرضًا تمامًا عن أصحاب الدنيا والفتن، وما فعل رحمه الله بمثل هذا إلا قد عرف علمَه، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام: 68].
وقال تعالى: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا [النجم: 29].
وكان رحمه الله حريصًا على العمل بما علمه، وكان يقول: "أنا ما أريد أن أكون مثل هؤلاء –يعني الحزبيين- لأنهم قد علموا أن الاختلاط حرام لكنهم يريدون أن يكونوا من المدرسين في المدارس أو الجامعة".
فقد طلبوا منه رحمه الله أن يدرس في الجامعة، ولكن رحمه الله ما يريد، وكان يقول: "أنا على الفقر مع إخواني أهل السنة أحب إلي من أن أكون مثل فلان وفلان...".
صدق رحمه الله، لأن الله تعالى يقول: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف: 28].



صبره
كان رحمه الله يحب أن يحتمع مع إخوانه أهل السنة، وطلب بعض الإخوان منه أن أن يسكن معهم في قرية هانُونُو-سيرام، فلما انتقل من قريته إلى هنا، وبعد سنة طرده الحزبيون أصحابُ عبد الرحمن العدني قاتلهم الله، وأخرجوه من بيته ومعه أهله وإخوانه أهل السنه اللمبوريون، وتركوا بيوتهم ومزارعهم، ورجعوا إلى لمبورو كلهم.
صدق ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى رضي الله عنه حين يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: "لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ»، قَالَ: "نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا". أخرجه الشيخان عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ.
وفعل هؤلاء الحزبيين سنة من سنن الكفار المتقدمين، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [الأعراف: 82].
وكان رحمه الله له صبر جميل على الأذى من بعض الناس، فإني أنصح لدعاة أهل السنة والجماعة أن يصبروا على الأذى من المخالفين، قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ». أخرجه الشيخان عن جَرِير، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وقال الله تعالى: ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ . وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف: 128-130].  
لقد ابتلي رحمه الله بمرض أبيه، وهو صغير، حتى يشتغل رحمه الله مع أمه وجدته في البستان، ثم ماتت جدته، وكان رحمه الله صابرا محتسبًا، قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة: 155-157].
وكان رحمه الله حسن المعاشر متفقدا لإخوانه رفيقا بهم.
ثم ابتلي رحمه الله بموت أمه رحمها الله، وكان رحمه الله في الجامعة في سنة 2002 م.
وكان رحمه الله ينصح إخوانه أن يطلب العلم الشرعي، وقال رحمه الله: "نحن ما نستطيع أن ننصر أُمَّنا إلا أن نكونَ من الصالحين، قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.



أهل لِمبورو قبل دعوة أبي العباس حرمين رحمه الله
هذا الرجل الصالح المبارك –فيما نحسبه والله حسيبه- نفع الله به الإسلام والمسلمين في لمبورو.
وحقق الله تعالى على يديه بإزالة كثير من الشركيات والخرافات والبدع، وظهرت سنن سيد المرسلين في لمبورو، فهو إن شاء الله من المجاهدين الصالحين -نحسبه كذلك والله حسيبه-.
كان أهل لمبورو قبل دعوته رحمه الله على حالة لا يرضاها مؤمن، وكان أهلها يعبدون الآباء الذين قد ماتوا، ويعتقدون أن أرواح آبائهم معهم، ويزعمون أن البركة من آبائهم الذين قد ماتوا، ويُسمون الله بغير أسمائه الحسنى، ويقولون: "أن الله فِيُمْبُوَا، وفِيُمْبُوَا معناه جد.
فلا شك أن هذا معتقد الكفار من اليهود والنصارى، وزعموا أنهم أبناء الله، قال الله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة: 30، 31].
وكان الشرك والبدع والمعاصي قد نشأت في لمبورو، وهم يعبدون الأرواح، وبعضهم يشربون الخمر، ويفعلون الفواحش، وتركوا الصلاة، واشتهرت في لمبورو الكهنة.
فلما رجع أبو العباس حرمين رحمه الله من طلب العلم الشرعي قام بالدعوة إلى التوحيد وإلى السنة، واستمر رحمه الله في الدعوة والإرشاد إلى أن توفي رحمه الله في سنة 1434 هـ.   
وبعض الأحيان كان يخطب جمعة في المسجد الجامع بِلِمْبُورُو، وحصلت بحمد الله استجابة طيبة، وهذا إن شاء الله في ميزان حسناته رحمه الله، قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ». أخرجه مسلم عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ.

شجاعته
وأما شجاعته فقد كان رحمه الله متأسيًا بأهل البدر، فلما حصل الحرب بين المسلمين وبين النصارى في أمبون في سنة 1999 م، حصل هجوم من قبل النصارى على مَرْدِْكَى، وقال رحمه الله لي: "رأيتُ النصارى ضربونا، ورأيتُ في الطريق امرأة مسلمة حاملا، فأريد أنصرها فرجمني النصارى بالحجارة وأصابت في صدري".
قلتُ: وقد رأيتُ صدره قد احمر.
وحصل الهجوم أيضًا من قبل المسلمين على قرية النصارى نحو فُوْكَى، وقال الرجل من أهل قريتي: رأيتُ حرمينَ حاملا سيفه ويجري نحو كنيسة.
وكنتُ في المدرسة في سنة 2001 م، سمعتُ المدرسَ يقول: "ابن سليم يعني حرمين رجل شجاع، وهو من الذين هجموا قرية النصارى المسمى بِآلَنْغ".
وسمعتُ الرجل من أهل قريتي أيضًا يقول: "رأيتُ حرمينَ كالأسد، إني رأيتُه قتل كافرًا بسكينه".
وقبل هذا كان يحاضر في اجتماع الناس أمام المدرسة بِلِمبورو، قام يتكلم، يصعد بالحق على رؤوس الناس، وكان رحمه الله في منتهى الشجاعة، والناس سكتوا، وقال بعضهم عن قوله رحمه الله: "هذا هو الحق".
وأسأل الله تعالى أن يصلح البقية الباقية من آل حرمين ومن المؤمنين جميعا في قرية لِمبُورُو وغيرها وأن يوفقهم جميعا لما يرضيه وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم.
وبالله التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

كتبه الفقير إلى عفو ربه الغفور الرحيم
أبو أحمد محمد بن سليم اللمبوري السيرامي
في دار الحديث بدماج
في 17 شعبان 1434.



دعوة أهل السنة والجماعة في أندونيسيا

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي خلق الخلق ليعبدوه، وأسبغ عليهم نعمه ليشكروه.
والصلاة والسلام على نبينا محمد، دعا إلى توحيد الله وصبر على الأذى في سبيل ذلك حتى استقرت عقيدة التّوحيد، واندحر الشرك وأهله، وعلى آله وأصحابه وأتباعه الذين اقتفوا أثره وساروا على نهجه، وجاهدوا في الله حق جهاد.
أما بعد:
فدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله وهي دعوة أهل السنة والجماعة لم تكن دعوته رحمه الله انتشرت في بلاد أندونيسيا كلها، ولكنها اقتصرت على مدينة بُنْجول في جزيرة سومطرى أندونيسيا.
وفي عام 1218 هـ، عاد مشايخ الشيخ شريف بن بيان الدين البجولي إلى مدينة بُنْجُول سومطرى، وقد أدوا فريضة الحج في بيت الله بِمكة المكرمة، وكانوا يشاهدون مجالس العلم في المسجد الحرام، فاتصلوا بعلمائها واطلعوا على كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي حتى اقتنعوا بها ثم عادوا إلى جزيرتهم سومطرى وقد تأثروا تأثرا عميقا بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله وهي دعوة أهل السنة والجماعة النقية الصافية بعيدة من المخالفات.
ووصل هؤلاء الرجال رحمهم الله إلى مدينتهم حتى قاموا بالدعوة إلى التوحيد والسنة، وحاربوا الشركيات والكفريات والخرافات والبدعيات في بلادهم، حتى صار لهم قوة كبيرة من الأتباع، عند ذلك رأت حكومة الاستعمار الهولندي في أندونيسيا أن في هذه الدعوة خطرا كبيرا عليها وعلى نفوذها السياسي والديني الصليبِي في البلاد فبدأت في عام 1821 م، بمناهضة هذه الدعوة بشدة، واستمرت المناوشات والحروب بين أتباع الدعوة وبين المستعمرين الهولنديين قرابة ستة عشر عاما. [انظر "قصة إمام بنجول"].
ولو قد انقطعت دعوة أهل السنة والجماعة في مدينة بُنجول خاصة وأندونيسيا عامة ولكن في سنة 1990 م، وفد عدد من طلبة العلم من سومطرى وجاوى إلى المسجد الحرام بمكة والجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية والمعهد العلمي بباكستان ودرسوا مبادئ دعوة أهل السنة والجماعة على مشايخ أهل السنة والجماعة، ثم عادوا إلى بلادهم داعين لدعوة أهل السنة والجماعة وناشرين لها، ولكن دعوتهم في أندونيسيا فيها مخالفات كثيرة لأصول دعوة أهل السنة والجماعة، فلما عادوا إلى بلادهم نزلوا إلى الجماعات والفرق المبتدعة كفرقة الإرشاد وفرقة المحمدية وغيرها.
وفي سنة 1995 م، وفد عدد كبير من طلاب هؤلاء الدعاة إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وإلى دار الحديث بدماج.
وأما بعضهم من هؤلاء الدعاة الذين قد عرفوا حقيقة دعوة أهل السنة والجماعة فتركوا تلك الفرق المبتدعة، وقاموا في الدعوة إلى الله في قريتهم، فحالهم على الخير، فلما انتشرت دعوة شيخنا الناصح الأمين وهي دعوة أهل السنة والجماعة النقية الصافية بعيدة من المخالفات ووصلت إليهم وهم على القبول، حتى أرسلوا أبنائهم إلى مركز شيخنا الناصح الأمين.
وأما كون طلاب العلم من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فلما عادوا إلى بلادهم أندونيسيا فما وجدنا منهم إلا نزلوا إلى الجماعات والفرق المبتدعة، وبعضهم صاروا مدرسين في الجامعة الاختلاطية والجامعة العقلانية، سواء أكانت في جامعة المحمدية أو جامعة الوحدة الإسلامية أو في جامعة الصوفية، وبعضهم صاروا دعاة إلى الجمعيات والحركات الحزبية.
وأما طلاب العلم من دار الحديث بدماج فكونهم من أحسن الدعاة، وفي سنة 2000 م، ذهبوا إلى جزيرة الملوك من أجل نصرة المسلمين، وكان رئيس جمهورية أندونيسيا رجلا مشركا كافرا المعروف بِعبد الرحمن واحد الصوفي، ودع النصارى في قتال المسلمين في جزيرة الملوك، والنصارى قتلوا المسلمين كافة، ثم جاء هؤلاء الدعاة مع طلابهم إلى جزيرة الملوك من أجل الجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الله، وبسبب دعوتهم عرف كثير من أهل الجزر بِالملوك دعوةَ أهل السنة والجماعة، ولكن بعد سنة ونصف سقط بعضهم في الطريق، ومنهم سقطوا بسبب فتنة الجمعيات والحزبيات كجعفر عمر طالب ومن معه، ولقمان بن محمد باعبده وأصحابه من أتباع أصحاب الستة، وذي الأكمل أبي المنذر وأصحابه من أتباع البروفيسور الدكتور ربيع بن هادي المدخلي.
وأما بعض طلاب دار الحديث بدماج غير هؤلاء الحزبيين فحالهم على الخير أي في الثبات على منهج أهل السنة والجماعة، وذلك بسبب قبولهم النصيحة، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر: 18]. ونفرح بهم، وكل منهم قاموا بالدعوة إلى الله، وسلكوا مسلك السلف الصالح، ودعوتهم بعيدة من المخالفات، ودعوتهم موجودة في كل جزيرة في أندونيسيا، وبعضهم في جزيرة الملوك، وبعضهم في جزيرة سولاويسي، وبعضهم في جزيرة كاليمنتان، وبعضهم في جزيرة جاوى، وبعضهم في جزيرة سومطرى، وبعضهم في جزيرة إيريان جايا، وبعضهم في جزيرة باتام، وبعضهم في جزيرة نوساتنغرى.
وكونهم على الثبات على منهج أهل السنة ومحبة لأهله، ولو قد سمعوا أن البروفيسور الدكتور ربيع بن هادي المدخلي وأتباعه قاموا في تحريش قبيلة وادعة وأهل دماج على إبعاد شيخنا الناصح الأمين عن كرسيه، الذي استخلفه عليه الإمام مقبل الوادعي، لكنهم على الثبات ومحبة لشيخنا الناصح الأمين، وَنسأل الله السلامة والعافية.
كتبه:
أبو أحمد محمد بن سليم اللمبوري الأندونيسي عفا الله عنه
(17 رجب 1435)
في مسجد السنة بسعوان صنعاء اليمن




Tidak ada komentar:

Posting Komentar