دعوة
أهل السنة والجماعة في أندونيسيا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي خلق
الخلق ليعبدوه، وأسبغ عليهم نعمه ليشكروه.
والصلاة والسلام على
نبينا محمد، دعا إلى توحيد الله وصبر على الأذى في سبيل ذلك حتى استقرت عقيدة التّوحيد،
واندحر الشرك وأهله، وعلى آله وأصحابه وأتباعه الذين اقتفوا أثره وساروا على نهجه،
وجاهدوا في الله حق جهاد.
أما بعد:
فدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله وهي دعوة أهل
السنة والجماعة لم تكن دعوته رحمه الله انتشرت في بلاد أندونيسيا كلها، ولكنها اقتصرت
على مدينة بُنْجول في جزيرة سومطرى أندونيسيا.
وفي عام 1218 هـ، عاد
مشايخ الشيخ شريف بن بيان الدين البجولي إلى مدينة
بُنْجُول سومطرى، وقد أدوا فريضة الحج في بيت الله بِمكة المكرمة، وكانوا يشاهدون مجالس
العلم في المسجد الحرام، فاتصلوا بعلمائها واطلعوا على كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب النجدي حتى اقتنعوا بها ثم عادوا
إلى جزيرتهم سومطرى وقد تأثروا تأثرا عميقا بدعوة الإمام
محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله وهي دعوة أهل السنة والجماعة النقية
الصافية بعيدة من المخالفات.
ووصل هؤلاء الرجال رحمهم الله إلى مدينتهم حتى قاموا بالدعوة إلى التوحيد
والسنة، وحاربوا الشركيات والكفريات والخرافات والبدعيات في بلادهم، حتى صار لهم قوة
كبيرة من الأتباع، عند ذلك رأت حكومة الاستعمار الهولندي في أندونيسيا أن في هذه الدعوة
خطرا كبيرا عليها وعلى نفوذها السياسي والديني الصليبِي في البلاد فبدأت في عام
1821 م، بمناهضة هذه الدعوة بشدة، واستمرت المناوشات والحروب بين أتباع الدعوة وبين
المستعمرين الهولنديين قرابة ستة عشر عاما. [انظر "قصة إمام بنجول"].
ولو قد انقطعت دعوة
أهل السنة والجماعة في مدينة بنجال خاصة وأندونيسيا
عامة ولكن في سنة 1990 م، وفد عدد من طلبة العلم من سومطرى
وجاوى إلى المسجد الحرام بمكة والجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية والمعهد العلمي
بباكستان ودرسوا مبادئ دعوة أهل السنة والجماعة على مشايخ أهل السنة والجماعة، ثم عادوا
إلى بلادهم داعين لدعوة أهل السنة والجماعة وناشرين لها، ولكن دعوتهم في أندونيسيا
فيها مخالفات كثيرة لأصول دعوة أهل السنة والجماعة، فلما عادوا إلى بلادهم نزلوا
إلى الجماعات والفرق المبتدعة كفرقة الإرشاد وفرقة المحمدية وغيرها.
وفي سنة 1995 م،
وفد عدد كبير من طلاب هؤلاء الدعاة إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وإلى
دار الحديث بدماج.
وأما بعضهم من
هؤلاء الدعاة الذين قد عرفوا حقيقة دعوة أهل السنة والجماعة فتركوا تلك الفرق
المبتدعة، وقاموا في الدعوة إلى الله في قريتهم، فحالهم على الخير، فلما انتشرت
دعوة شيخنا الناصح الأمين وهي دعوة أهل السنة
والجماعة النقية الصافية بعيدة من المخالفات ووصلت إليهم وهم على القبول، حتى أرسلوا
أبنائهم إلى مركز شيخنا الناصح الأمين.
وأما كون طلاب
العلم من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فلما عادوا إلى بلادهم أندونيسيا فما
وجدنا منهم إلا نزلوا إلى الجماعات والفرق المبتدعة، وبعضهم صاروا مدرسين في
الجامعة الاختلاطية والجامعة العقلانية، سواء أكانت في جامعة المحمدية أو جامعة
الوحدة الإسلامية أو في جامعة الصوفية، وبعضهم صاروا دعاة إلى الجمعيات والحركات
الحزبية.
وأما طلاب العلم من
دار الحديث بدماج فكونهم من أحسن الدعاة، وفي سنة 2000 م، ذهبوا إلى جزيرة الملوك
من أجل نصرة المسلمين، وكان رئيس جمهورية أندونيسيا رجلا مشركا كافرا المعروف بِعبد
الرحمن واحد الصوفي، ودع النصارى في قتال المسلمين في جزيرة الملوك، والنصارى
قتلوا المسلمين كافة، ثم جاء هؤلاء الدعاة مع طلابهم إلى جزيرة الملوك من أجل
الجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الله، وبسبب دعوتهم عرف كثير من أهل الجزر بِالملوك
دعوةَ أهل السنة والجماعة، ولكن بعد سنة ونصف سقط بعضهم في الطريق، ومنهم سقطوا
بسبب فتنة الجمعيات والحزبيات كجعفر عمر طالب ومن معه، ولقمان بن محمد باعبده
وأصحابه من أتباع أصحاب الستة، وذي الأكمل أبي المنذر وأصحابه من أتباع البروفيسور
الدكتور ربيع بن هادي المدخلي.
وأما بعض طلاب دار
الحديث بدماج غير هؤلاء الحزبيين فحالهم على الخير أي في الثبات على منهج أهل
السنة والجماعة، وذلك بسبب قبولهم النصيحة، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ
الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ
هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 18]. ونفرح بهم، وكل منهم قاموا بالدعوة إلى
الله، وسلكوا مسلك السلف الصالح، ودعوتهم بعيدة من
المخالفات، ودعوتهم موجودة في كل جزيرة في أندونيسيا، وبعضهم في جزيرة الملوك،
وبعضهم في جزيرة سولاويسي، وبعضهم في جزيرة كاليمنتان، وبعضهم في جزيرة جاوى،
وبعضهم في جزيرة سومطرى، وبعضهم في جزيرة إيريان جايا، وبعضهم في جزيرة باتام،
وبعضهم في جزيرة نوساتنغرى.
وكونهم على الثبات
على منهج أهل السنة ومحبة لأهله، ولو قد سمعوا أن البروفيسور الدكتور ربيع بن هادي
المدخلي وأتباعه قاموا في تحريش قبيلة وادعة وأهل دماج على إبعاد شيخنا الناصح الأمين عن كرسيه، الذي استخلفه عليه الإمام مقبل الوادعي، فحالهم على الثبات ومحبة لشيخنا الناصح الأمين، وَنسأل الله السلامة والعافية.
كتبه:
أبو أحمد
محمد بن سليم اللمبوري الأندونيسي
عفا الله
عنه
Tidak ada komentar:
Posting Komentar