Al Imam Ibnul Qoyyim berkata: “Maka sesungguhnya hamba itu jika memurnikan niatnya untuk Alloh ta’ala, dan maksud dia, keinginan dia dan amalan dia itu adalah untuk wajah Alloh Yang Mahasuci, maka Alloh itu bersama dia, karena sesungguhnya Yang Mahasuci itu beserta orang-orang yang bertaqwa dan orang-orang yang berbuat kebaikan. Dan kepala taqwa dan kebaikan adalah murninya niat untuk Alloh dalam penegakan kebenaran. Dan Alloh Yang Mahasuci itu tiada yang bisa mengalahkan-Nya. Maka barangsiapa Allo bersamanya, maka siapakah yang bisa mengalahkannya atau menimpakan kejelekan padanya? Jika Alloh bersama sang hamba, maka kepada siapakah dia takut? Jika Alloh tidak bersamanya, maka siapakah yang diharapkannya? Dan kepada siapa dia percaya? Dan siapakah yang menolongnya setelah Alloh meninggalkannya? Maka jika sang hamba menegakkan kebenaran terhadap orang lain, dan terhadap dirinya sendiri lebih dulu, dan dia menegakkannya itu adalah dengan menyandarkan pertolongan pada Alloh dan karena Alloh, maka tiada sesuatupun yang bisa menghadapinya. Seandainya langit dan bumi serta gunung-gunung itu membikin tipu daya untuknya, pastilah Alloh akan mencukupi kebutuhannya dan menjadikan untuknya jalan keluar dari masalahnya.” (“I’lamul Muwaqqi’in”/ hal. 412/cet. Darul Kitabil ‘Arobiy).

النصح الأمين


ترجمة
أبي العباس حرمين بن سليم اللمبوري السيرامي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، أحمده، وأستعينه، وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 277].
وقال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ} [آل عمران: 57].
وقال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 173].
وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 9].
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)} [يونس: 9، 10].
وكثير من الآيات تدل على منزلة الصالحين، وأن منزلتهم رفيعة، قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11].
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ} [العنكبوت: 9].
ألا وإن من الذين آمنوا وعملوا الصالِحَات في هذا الزمن الذين أعطاهم الله خيرًا ونفع الله بهم، أبو العباس حرمين بن سليم اللمبوري السيرامي الأندونيسي رحمه الله.

مولده
ولد في لِمْبُوْرُو، بتاريخ 1/3/1979 م.
رُزق ببنت وسماها باسم جدته خديجة رحمها الله، متأسيا باسم زوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وكان عمر ابنته عند أن توفي سَنتَين.
ورزق أيضًا بابن وسُمي بِخزيمة، وكان عمر ابنه عند أن توفي سنة.
وكان رحمه الله يحث المسلمين في "نصيحته" أن يسموا أبنائهم بأسماء الصحابة، وهذا يدل على أنه يحب الصحابة رضي الله عنهم، نسأل الله أن يجعلنا وإياه معهم رضي الله عنهم، وفي "الصحيحين" عن جَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ».

رحلته لطالب العلم
رحل أبو العباس حرمين رحمه الله بنية طلب العلم إلى جزيرة أمبون في سنة 1996 م، والدراسة في الجامعة الإسلامية بمدينة أمبون، فلما انتهى من الدراسة فيها في سنة 1999 م، توجه إلى حلقات العلم الشرعي في المساجد ولا سيما حلقة بعض طلاب الشيخ مقبل رحمه الله، وحلقة بعض طلاب شيخنا يحيى بن علي الحجوري، وغيرهم من الدعاة إلى الله.
وفي سنة 2003 م توجه إلى جزيرة جاوى ومكث فيها سنة يطلب العلم الشرعي، فكان يحضر حلقات العلم الشرعي في المعهد.

حرصه في الخير
وكان رحمه الله حريصًا على وقته وعمره، وعلى نفع نفسه وإخوانه المسلمين.
وكان رحمه الله يحث إخوانه على طلب العلم الشرعي، وقد أرسل رحمه الله إخوانه وأصحابه من أهل لمبورو لطلب العلم الشرعي في المعاهد في جزيرة جاوى وسولاويسي.
فلما انتهيتُ الدراسة في الجامعة حثني أن أطلب العلم الشرعي، وأرسلني إلى معاهد أهل السنة في جاوى، وبعد سنة أرسلني إلى دار الحديث بدماج، وأوصاني أن لا أرجع إلى أندونيسيا إلا بعد عشر سنين أو حتى أتمكن في العلم، الله المستعان. 
وكان رحمه الله ينصحني بصلاة الليل، وقال رحمه الله: "أوصيك، لا تدع صلاة الليل ولو ركعتين مع صلاة الوتر".

سيراته وأخلاقه
كان رحمه الله على خلق حسن، عرف هذا كل من جالسه وعاشره وجاوره، متأسيا بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
وقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
فقد كان رحمه الله له الأثر البليغ بين إخوانه ومحبيه من اللمبوريين، والأمبونيين، والجاويين بدعوته الطيبة، ونصحه للجميع، وبخاصة الإخوة اللمبوريين.
وكان له المنزلة العظيمة في قلوبهم، وكان جلهم يحترمونه ويجلونه ويحبونه، وكان له بمنزلة الأخ الأكبر فمن كان منهم يحتاج إلى شفاعة وشفع له في حاجته، وإذا رأى أحدا يحتاج إلى نصح نصحه، فمن كان منهم مريضا عاده، وفي "صحيح مسلم" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ» قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ».

تحذيره عن الشر وأهله
وكان رحمه الله معرضًا تمامًا عن أصحاب الدنيا والفتن، وما فعل رحمه الله بمثل هذا إلا قد عرف علمَه، قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
وقال تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [النجم: 29].
وكان رحمه الله حريصًا على العمل بما علمه، وكان يقول: "أنا ما أريد أن أكون مثل هؤلاء –يعني الحزبيين- لأنهم قد علموا أن الاختلاط حرام لكنهم يريدون أن يكونوا من المدرسين في المدارس أو الجامعة".
فقد طلبوا منه رحمه الله أن يدرس في الجامعة، ولكن رحمه الله ما يريد، وكان يقول: "أنا على الفقر مع إخواني أهل السنة أحب إلي من أن أكون مثل فلان وفلان...".
صدق رحمه الله، لأن الله تعالى يقول: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].

صبره
كان رحمه الله يحب أن يحتمع مع إخوانه أهل السنة، وطلب بعض الإخوان منه أن أن يسكن معهم في قرية هانُونُو-سيرام، فلما انتقل من قريته إلى هنا، وبعد سنة طرده الحزبيون أصحابُ عبد الرحمن العدني قاتلهم الله، وأخرجوه من بيته ومعه أهله وإخوانه أهل السنه اللمبوريون، وتركوا بيوتهم ومزارعهم، ورجعوا إلى لمبورو كلهم.
صدق ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى رضي الله عنه حين يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: "لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ»، قَالَ: "نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا". أخرجه الشيخان عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ.
وفعل هؤلاء الحزبيين سنة من سنن الكفار المتقدمين، قال تعالى: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف: 82].
وكان رحمه الله له صبر جميل على الأذى من بعض الناس، فإني أنصح لدعاة أهل السنة والجماعة أن يصبروا على الأذى من المخالفين، قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ». أخرجه الشيخان عن جَرِير، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وقال الله تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130)} [الأعراف: 128-130].   
لقد ابتلي رحمه الله بمرض أبيه، وهو صغير، حتى يشتغل رحمه الله مع أمه وجدته في البستان، ثم ماتت جدته، وكان رحمه الله صابرا محتسبًا، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة: 155-157].
وكان رحمه الله حسن المعاشر متفقدا لإخوانه رفيقا بهم.
ثم ابتلي رحمه الله بموت أمه رحمها الله، وكان رحمه الله في الجامعة في سنة 2002 م.
وكان رحمه الله ينصح إخوانه أن يطلب العلم الشرعي، وقال رحمه الله: "نحن ما نستطيع أن ننصر أُمَّنا إلا أن نكونَ من الصالحين، قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

أهل لِمبورو قبل دعوة أبي العباس حرمين رحمه الله
هذا الرجل الصالح المبارك –فيما نحسبه والله حسيبه- نفع الله به الإسلام والمسلمين في لمبورو.
وحقق الله تعالى على يديه بإزالة كثير من الشركيات والخرافات والبدع، وظهرت سنن سيد المرسلين في لمبورو، فهو إن شاء الله من المجاهدين الصالحين -نحسبه كذلك والله حسيبه-.
كان أهل لمبورو قبل دعوته رحمه الله على حالة لا يرضاها مؤمن، وكان أهلها يعبدون الآباء الذين قد ماتوا، ويعتقدون أن أرواح آبائهم معهم، ويزعمون أن البركة من آبائهم الذين قد ماتوا، ويُسمون الله بغير أسمائه الحسنى، ويقولون: "أن الله فِيُمْبُوَا، وفِيُمْبُوَا معناه جد.
فلا شك أن هذا معتقد الكفار من اليهود والنصارى، وزعموا أنهم أبناء الله، قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} [التوبة: 30، 31].
وكان الشرك والبدع والمعاصي قد نشأت في لمبورو، وهم يعبدون الأرواح، وبعضهم يشربون الخمر، ويفعلون الفواحش، وتركوا الصلاة، واشتهرت في لمبورو الكهنة.
فلما رجع أبو العباس حرمين رحمه الله من طلب العلم الشرعي قام بالدعوة إلى التوحيد وإلى السنة، واستمر رحمه الله في الدعوة والإرشاد إلى أن توفي رحمه الله في سنة 1434 هـ.    
وبعض الأحيان كان يخطب جمعة في المسجد الجامع بِلِمْبُورُو، وحصلت بحمد الله استجابة طيبة، وهذا إن شاء الله في ميزان حسناته رحمه الله، قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ». أخرجه مسلم عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ.

شجاعته
وأما شجاعته فقد كان رحمه الله متأسيًا بأهل البدر، فلما حصل الحرب بين المسلمين وبين النصارى في أمبون في سنة 1999 م، حصل هجوم من قبل النصارى على مَرْدِْكَى، وقال رحمه الله لي: "رأيتُ النصارى ضربونا، ورأيتُ في الطريق امرأة مسلمة حاملا، فأريد أنصرها فرجمني النصارى بالحجارة وأصابت في صدري".
قلتُ: وقد رأيتُ صدره قد احمر.
وحصل الهجوم أيضًا من قبل المسلمين على قرية النصارى نحو فُوْكَى، وقال الرجل من أهل قريتي: رأيتُ حرمينَ حاملا سيفه ويجري نحو كنيسة.
وكنتُ في المدرسة في سنة 2001 م، سمعتُ المدرسَ يقول: "ابن سليم يعني حرمين رجل شجاع، وهو من الذين هجموا قرية النصارى المسمى بِآلَنْغ".
وسمعتُ الرجل من أهل قريتي أيضًا يقول: "رأيتُ حرمينَ كالأسد، إني رأيتُه قتل كافرًا بسكينه".
وقبل هذا كان يحاضر في اجتماع الناس أمام المدرسة بِلِمبورو، قام يتكلم، يصعد بالحق على رؤوس الناس، وكان رحمه الله في منتهى الشجاعة، والناس سكتوا، وقال بعضهم عن قوله رحمه الله: "هذا هو الحق".
وأسأل الله تعالى أن يصلح البقية الباقية من آل حرمين ومن المؤمنين جميعا في قرية لِمبُورُو وغيرها وأن يوفقهم جميعا لما يرضيه وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم.
وبالله التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

كتبه الفقير إلى عفو ربه الغفور الرحيم
أبو أحمد محمد بن سليم اللمبوري السيرامي
في دار الحديث بدماج
في 17 شعبان 1434.



Tidak ada komentar:

Posting Komentar