بسم الها الرحمن الرحيم
الحمد لله، أحمده، وأستعينه، وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
وقد أجمع علماء الإسلام على أن الأصول المجمع عليها ثلاثة:
الأصل الأول: كتاب الله
فاعلم رحمك الله أن كتاب الله هو الأصل الأول من أصول الإسلام، وقد دل كلام الله عز وجل في مواضع من القرآن على وجوب اتباع كتابه والتمسك به، والوقوف عند حدوده، قال تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله}.
وقال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}.
وقال تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي الله به من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}.
وقال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}.
وقد ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم آمرة بالتمسك بكتاب الله والاعتصام به، دالة على أن من تمسك به كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله»، أخرجه مسلم، وفيه أيضا عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به».
الأصل الثاني: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاعلم رحمك الله أن السنة الصحيحة هي الأصل الثاني من أصول الإسلام، وأن مكانتها في الإسلام الصدارة بعد كتاب الله، وهي حجة قائمة مستقلة على جميع الأمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه». أخرجه أبو داود والحاكم، عن المقدام بن معدي كرب الكندي رضي الله عنه.
من أنكرها والاكتفاء بكتاب الله فقط فقد كفر كفرا أكبر، وارتد عن الإسلام.
والواجب على جميع الأمة: الأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاعتماد عليها، والاحتجاج بها، قال الله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب}.
وهذه الآية تدل على وجوب الأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإنكار على من أعرض عنها ومن خالفها لقوله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
الأصل الثالث: إجماع أهل العلم
واعلم رحمك الله أن الإجماع هو الأصل الثالث من أصول الإسلام، والدليل من القرآن قوله تبارك وتعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}.
وقوله تعالى: {كنتم خر أمة أخرجت للناس}.
وقوله تعالى: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون}.
فاعلم رحمك الله أن أقوى آية في التمسك بالإجماع وهي قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى}، تواعد على ترك إتباع سبيل المؤمنين، فإذا أجمعوا على حكم فهو سبيلهم.
والدليل من السنة قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة». أخرجه البخاري عن المغيرة بن شعبة، ومسلم عن ثوبان.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تجتمع أمتي على ضلالة»، أخرجه أحمد عن أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
Tidak ada komentar:
Posting Komentar