Al Imam Ibnul Qoyyim berkata: “Maka sesungguhnya hamba itu jika memurnikan niatnya untuk Alloh ta’ala, dan maksud dia, keinginan dia dan amalan dia itu adalah untuk wajah Alloh Yang Mahasuci, maka Alloh itu bersama dia, karena sesungguhnya Yang Mahasuci itu beserta orang-orang yang bertaqwa dan orang-orang yang berbuat kebaikan. Dan kepala taqwa dan kebaikan adalah murninya niat untuk Alloh dalam penegakan kebenaran. Dan Alloh Yang Mahasuci itu tiada yang bisa mengalahkan-Nya. Maka barangsiapa Allo bersamanya, maka siapakah yang bisa mengalahkannya atau menimpakan kejelekan padanya? Jika Alloh bersama sang hamba, maka kepada siapakah dia takut? Jika Alloh tidak bersamanya, maka siapakah yang diharapkannya? Dan kepada siapa dia percaya? Dan siapakah yang menolongnya setelah Alloh meninggalkannya? Maka jika sang hamba menegakkan kebenaran terhadap orang lain, dan terhadap dirinya sendiri lebih dulu, dan dia menegakkannya itu adalah dengan menyandarkan pertolongan pada Alloh dan karena Alloh, maka tiada sesuatupun yang bisa menghadapinya. Seandainya langit dan bumi serta gunung-gunung itu membikin tipu daya untuknya, pastilah Alloh akan mencukupi kebutuhannya dan menjadikan untuknya jalan keluar dari masalahnya.” (“I’lamul Muwaqqi’in”/ hal. 412/cet. Darul Kitabil ‘Arobiy).

التقريب بين أهل السنة والجماعة وبين أهل الفرقة والبدعة غير ممكن


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، أحمده، وأستعينه، وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فاعلم رحمك الله أن من يحدث نفسه بالتقريب بين أهل السنة والجماعة وبين أهل الفرقة والبدعة كمن يجهد نفسه في الجمع بين الحق والباطل، وما مثله إلا كما قال الله تعالى: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال}.
والتقريب بين أهل السنة والجماعة وبين أهل الفرقة والبدعة غير ممكن؛ لأن العقيدة مختلفة، فعقيدة أهل السنة والجماعة هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واعتقاد ما اعتقده السلف الصالح، وليسوا من الفرق الضالة، بل هم من فرقة أتباع الكتاب والسنة، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفرق: «وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة»، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: «الجماعة»، يعني الذين اجتمعوا على الحق وساروا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الصحابة ومن سلك سبيلهم، كما جاء في رواية أخرى: «هم من كان على ما أنا عليه وأصحابي»، يعني الذين تمسكوا بطريق النبي صلى الله عليه وسلم وطريق أصحابه، وساروا عليه، كما قال الله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}.
وأهل الفرقة خلاف ذلك فلا يمكن الجمع بينهما، كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والمشركين، فكذلك لا يمكن التقريب بين أهل السنة وبين أهل الفرقة لاختلاف العقيدة التي أوضحناها.
وقد أمر الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم وشتتوه، وتفرقوا فيه من اليهود والنصارى والمشركين، وممن هم على شاكلتهم، واقتدى بهم من أهل الفرقة والبدعة، قال تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}، فتبين أن الذين فارقوا دينهم أو فرقوا دينهم هم ليسوا على طريق النبي صلى الله عليه وسلم.
اعلم رحمك الله أن من قواعد وأصول أهل السنة والجماعة اجتماع الكلمة وتأليف القلوب وإصلاح ذات البين، يقول أبو العباس أحمد الحراني رحمه الله: "تعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين: تأليف القلوب واجتماع الكلمة وصلاح ذات البين، فإن الله يقول: {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم}، وأمثال ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف وتنهى عن الفرقة والاختلاف، وأهل هذا الأصل هم أهل الجماعة، كما أن الخارجين عنهم هم أهل الفرقة.
وقال رحمه الله أيضا: ولو اعتصموا بالكتاب والسنة لاتفقوا كما اتفق أهل السنة والحديث، فإن أئمة السنة والحديث لم يختلفوا في شيء من أصول دينهم.
وبالله التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar